من جديد محاكمة .. السيدة “مايا” و محمد الغازي الوالي السابق بالشلف

 

برمج مجلس قضاء تيبازة جلسة الاستئناف في قضية الفساد المتابع فيها الإبنة المزيفة للرئيس السابق بوتفليقة المعروفة بـ”مدام مايا” ومسؤولين سابقين بتاريخ 30 نوفمبر المقبل.

 وتوبعت السيدة مايا في ملفات فساد تورط فيه عدد من المسؤولين السابقين، حيث تم حجز ما يفوق 11 مليارا سنتيم ومبالغ ضخمة بالعملة الصعبة بإقامة “موريتي” يعتقد أنها عمولات تلقتها من عمليات الوساطة بين صالح رجال الأعمال ونافذين في الدولة. 
 وتورط المعنيون في جملة من التهم المتعلقة بمخالفة أحكام التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج وتبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية منظمة، إساءة استغلال الوظيفة واستغلال النفوذ. 
 وفي التفاصيل فإن البداية كانت في سنة 2004 وبتدخل من الوالي السابق محمد الغازي حصلت المدعوة “مدام مايا”، على استثمار يتمثل في إنجازها لمشروع حديقة الترقية والتسلية بالشلف تتربع على مساحة قدرها 15 هكتارا، كما عمدت المتهمة إلى توظيف الأموال المتحصل عليها من سلوكها الإجرامي في شراء العقارات داخل الوطن بالأحياء الراقية من العاصمة، أين تملك حاليا 6 فيلات وشقة ومبنى من ثلاثة طوابق وحجز شقتين لدى مرق عقاري، حيث يقدر المبلغ الإجمالي لكل هذا بأكثر من 90 مليار سنتيم، أما في الخارج فقد قامت بشراء 3 عقارات تتمثل في شاليه وشقتين بإسبانيا بقيمة تفوق ميلون و550 ألف أرور.
هذا ما جرى في أطوار المحاكمة في الجلسة الإبتدائية : 
القاضي: أنت متابعة بسوء استغلال الوظيفة، مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، المشاركة في طلب وقبول مزايا غير مستحقة باستغلال موظف عمومي للحصول على منافع… ماذا تقولين في التهم الموجهة إليك..؟
زليخة: أنكر جميع التهم المنسوبة لي جملة وتفصيلا.
القاضي: ما هي علاقتك بالمتهمين، ومع الغازي ومن أرسلك إليه..؟
زوليخة: أرسلني إليه مستشار الرئيس محمد روقاب للتوسط من أجل الحصول على أرض الاستثمار في منتزه وحديقة التسلية بالشلف.
القاضي: من أرسلك للمستشار محمد روقاب..؟
زوليخة: أرسلني رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مرة واحدة.
القاضي: ما هي الطريقة التي تحصلت عليها..؟
زوليخة: أنا جزائرية ومن حقي أن أستثمر في بلادي
القاضي: باسم من سجلت الأرض..؟
زوليخة: باسم ابنتي إيمان .
القاضي: لماذا تم تسجيلها باسمها وليس باسمك أنت..؟
زوليخة: لأن حالتي الصحية لم تسمح لي بذلك .
القاضي: هل استمرت علاقتك بالغازي واستغنيت عن رئيس الجمهورية وأصبحت تتعاملين معه مباشرة..؟
زوليخة: نعم أصبحت على تردد مع الغازي دون وساطة.
القاضي: لماذا معلوماتك شحيحة يا سيدة ..؟
زوليخة: لا سيدي القاضي أنا أجيب عن أسئلتك وأقول لك إن الغازي هو من قدم لي الشركاء عام 2004، حينما كان واليا لولاية شلف.
القاضي: هل تقدمين نفسك للإطارات على أساس أنك ابنة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة..؟
زوليخة: لا أبدا سيدي القاضي هذا افتراء..؟
القاضي: لماذا وبأي صفة كنت تتعاملين مع الإطارات العليا في الحكومة والرئاسة واستمرت العلاقة ما دمتي تٶكدين أنك لم تتقدمي بصفتك ابنة الرئيس المتخفية..؟
زوليخة: كنت خارج عالم السياسة وتعاملت معهم علی أساس “البزنس”.
القاضي: حدثيني عن يوم تقدم عناصر الأمن إلى منزلك وعن المحجوزات ..؟
زوليخة: كان ذلك في 16 فيفري وقد تم حجز 9,5 مليار سنتيم و270 ألف أورو و30 ألف دولار وكمية من الذهب .
القاضي: كم كان وزن الذهب..؟
زوليخة: لا أتذكر كم كان وزنها.
القاضي: وماذا عن العقارات…؟
زوليخة: أملك عقارا واحدا فقط.
القاضي: ماذا عن القطعة الأرضية الكائنة بولاية وهران..؟
زوليخة: تحصلت على قطعة أرضية ولكن ليست لي ولم أحصل على العمولة أيضا.
القاضي: كم مساحة القطعة الأرضية التي تحصلت عليها ..؟
زوليخة: بتدخل من محمد الغازي الذي أرسلني إلى الوالي عبد الغني زعلان وأخبره أنني من طرف الرئيس بوتفليقة، وقال له “أتهلا فيها” ومساحتها 5 آلاف متر مربع تقع بأم الدرون.
القاضي: هل عندك حماية شخصية من قبل مصالح الأمن؟
زوليخة: لا ليست لي أي حماية شخصية والشرطة كانت تقوم بحماية وتأمين المكان.
القاضي: كم عدد الفيلات التي تحوزينها في إقامة الدولة بموريتي..؟
زوليخة: فيلا واحدة 143 فقط أقيم فيها منذ سنة 2014 .
القاضي: وماذا بخصوص كاميرات المراقبة.
زوليخة: بعدما تعرضت للسرقة قمت بتركيب 7 كاميرات مراقبة.
القاضي: من قام بتركيبها…؟
زوليخة: شخص قام بذلك.
القاضي: لديك كلاب حراسة..؟
زوليخة: نعم، مكلف بالحراسة وكان عبد الغني هامل يرسل لي شرطيا لتدريبه.
القاضي: كنت تمرين عبر القاعة الشرفية عند سفرك، وكان بوطالب هو من يرتب لك ذلك..؟
زوليخة: لا تجيب .
القاضي: تصريحاتك عبر كافة مراحل التحقيق جاءت متطابقة وتصريحات بناتك والمتهمين، بينما الآن تفندينها جملة وتفصيلا وهذا ما يعتبر تناقضا وتضاربا في التصريحات؟
زوليخة: كان يمارس ضدي ضغط كبير وكنت أتكلم عشوائيا.
القاضي: هل تم الاستماع إليك من طرف الأمن العسكري بخصوص تحويل وتهريب الأموال؟
زوليخة: نعم استمعوا إلي ولكن لم أعترف أبدا أنني كنت أحول أو أهرب الأموال إلى الخارج.
فرح الابنة الصغرى لمايا: أعرف الرئيس بوتفليقة ولم أقترف ذنبا.
من جهتها، أنكرت الابنة الصغرى لـ”مدام مايا”، التهم الموجه إليها وانفجرت بالبكاء وهي ترد على أسئلة القاضي، وتردد قائلة “أنا بريئة..بريئة”، وأنها لا تربطها علاقة بوقائع الحال، مؤكدة أن مبلغ 10 ملايير الذي تم حجزه في بيتهم بإقامة موريتي أحضره المدعو يحياوي اعمر لسبب تجهله، أما عن العقارات التي يملكونها هي ووالدتها في الشيوع فهي بسبب الظروف الصحية لوالدتها التي تفكر في تأمين مستقبلهما، إلا أنها اعترفت بمعرفتها الجيدة برئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة.
القاضي: أنت متورطة في قضية فساد ومتهمة مع والدتك وشقيقتك؟
فرح: أنا بريئة يا سيدي القاضي، كرامتي مست دون أن اقترف أي ذنب القاضي: وماذا عن تصريحات والدتك..؟
فرح: والدتي متعبة نفسيا وتعاني من مرض النسيان، فهي تنسی كثيرا وأخشی أن تورط نفسها بتصريحاتها العشوائية.
القاضي: حدثيني عن الإطارات السابقين المتهمين في قضية الحال؟
فرح: لا أعرف أحدهم باستثناء عبد الغني هامل والغازي وبلقاسم الذي كان بيننا مشروع زواج لكنه لم يتم وأنا أقول الحقيقة سيدي القاضي.
الابنة الكبرى لمايا تورط الغازي
أكدت الابنة الثانية لمدام مايا المتهمة إيمان بلعاشي أن الأموال التي تم العثور عليها في منزلهم بإقامة موريتي، أحضرها المدعو يحياوي وأن المخابرات سبقتهم لحجزها قبل إرجاعها إلى صاحبها، وأن محمد الغازي هو من أحضر شريكا للاستثمار في القطعة الأرضية التي تحصلت عليها والدتها وسجلتها باسمها.
القاضي: ماذا تقولين بخصوص التهم الموجهة لك والمتعلقة بتبييض الأموال ومخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج وطلب وقبول مزايا غير مستحقة باستغلال موظف عمومي للحصول على منافع غير مستحقة..؟
إيمان: أنكر التهم الموجهة إلي، المدعو يحياوي عمر جاء إلينا وأحضر معه كيسا به مبالغ وأوصاني بأن أقدمه لوالدتي وبعد حضور والدتي رأت كيس الأموال وأخبرتها بأن يحياوي أحضر لها هذا الكيس المالي وبمجرد أن أخبرتها قامت أمي بالاتصال به من أجل الاستفسار عن سبب إحضاره هذا المبلغ لها وأخبرته بأن يأتي إليها من أجل استرجاع أمواله، ليرد عليها يحياوي بأنه سيأتي في الصباح لأخذه إلا أنه في مساء نفس اليوم، داهمتنا المخابرات وقامت بتفتيش المنزل ووجدوا الكيس الذي يحوي 10 ملايير .
القاضي: بخصوص القطعة الأرضية في الشلف التي تم فيها إنجاز حديقة التسلية المسجلة باسمك؟
إيمان: منذ البداية، القطعة الأرضية كانت مسجلة باسمي وكان لدي شريك دون ذكر اسمه وبعدها انسحب الشريك من المشروع وقام بعدها محمد الغازي بإحضار شريك جديد يعمل بالأشغال العمومية للمشاركة في هذا المشروع.
طبيبة الأمراض العقلية تفاجئ القاضي
تحولت الجلسة المسائية للمحاكمة إلى معركة ساخنة بين القاضي وهيئة المحكمة بسبب الوزير السابق للعمل محمد الغازي، بعد معاينته من طرف الطبيبة المختصة في الأمراض العقلية، والتي أكدت علنا أن المتهم يعاني من مرض مزمن يتطور يوما بعد يوم من خلال موت خلايا مخه.
وأوضحت الطبيبة أن المتهم ملزم بمعاينات دورية لحالته الصحية، وأن حالته ليس لها دواء معين، فيما أكد المحامي برغل أن إجراء الفحص أثناء المحاكمة غير قانوني، وعليه يجب نقل المتهم إلى المستشفى لمعاينته وتشخيص حالته من أجل إثبات أهليته في التقاضي، وأن استلزم الأمر تأجيل قضية الحال فليكن ذلك.
صوت الشلف• جريدة إلكترونية محلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *